الحمدلله ذي الفضل والإحسان، أنزل كتابه فحفظه من الزيادة والنقصان، ويسّر حفظه حتى استظهره صغار الولدان، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، رسول كل إنسان، أما بعد، ففضائل حفظ القرآن كثيرة .. نذكر منها :
حفظ القرآن سنّة متبعة, فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم
بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة. " متفق عليه".
حفظ القرآن ينجي صاحبه من النار, قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار
ما احترق » رواه أحمد.
يأتي القرآن يوم القيامة شفيعاً لأهله وحفّاظه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ».أخرجه مسلم في صحيحه ، وأصحابه : أي العاملون به.
القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات ؛ جاء في الحديث: « يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ».رواه أبو داود , والترمذي , وصححه الألباني
حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم ؛ لما جاء في الحديث: « إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم
وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه.. » رواه أبو داود.
حفظة القرآن هم أهل الله وخاصّته ؛ ففي الحديث: « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟
قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ.» رواه ابن ماجة , وأحمد , وصححه الألباني.
حافظ القرآن كأنما " استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه".( 1 )
حافظ القرآن رفيع المنزلة عالي المكانة ؛ ففي الحديث: « الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَان » أخرجه مسلم.ِ
حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضاً قبل الآخرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً
ويضع به آخرين ». أخرجه مسلم .
حافظ القرآن أحقّ الناس بإمامة الصلاة التي هي عمود الدين كما في الحديث: (فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا ) صحيح البخاري.
أن الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن، ففي الحديث : « لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار.. » متفق عليه.
حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث: «َأفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ ؟ أخرجه مسلم, وفي تفضيل تعلّم الآية الواحدة على الإبل مع عظيم قدرها حينها ؛ لدلالة على فضيلة حفظ القرآن..
حفظ القرآن يترتب عليه أجور عظيمة وكثيرة , لا تعد ولا تحصى ! ، ففي الحديث: « من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها ». صححة الألباني . قال قتادة عن القرآن: "أعمروا به قلوبكم, وأعمروا به بيوتكم"
وعن كعب رضي الله عنه قال :"عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل, ونور الحكمة, وينابيع العلم, وأحدث الكتب بالرحمن عهداً، وقال في التوراة:"يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفاً". رواه الدارمي.
( 1 ) أخرجه الحاكم فى المستدرك عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً (5/92)