وصايا ختامية
الأولى: اعلم رعاك الله أن حفظك لكلام الله عز وجل ليس بالأمر السهل.
ولا بالهين فهوا نعمة عظيمة لا تقدر بثمن.
فأكثر من شكر المولى الكريم على تمام المنة والفض.
وأفضل ما تشكر به ربك أن تعمل بهذا الكتاب المبارك حتى تنال بركته, وتنهل من خيره.
الثانية: بعد أن أصبح كتاب الله تعالى في قلبك ؛ أصبحت الأمانة على عاتقك أكبر حيث تبين لك الخير, والشر , وعرفت ما يريده خالقك سبحانه وتعالى من عباده يقينا ، وأصبح كل شيء واضح أمامك .. فالله الله أن تسعى لأداء الأمانة , وبلاغ هذا الخير للناس وهنا نذكرك بقوله سبحانه { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ } .
الثالثة : أخي المبارك .. لقد عشت مع كلام الله ــ عز وجل ــ السعادة الحقيقية , وأحسست بالطمأنينة وعرفت الاستقرار , وتعلمت منه كل خير وبتوفيق الله لك ابتعدت من بعده عن كل شر .. إياك إياك أن تقتصر هذا الخير العظيم على نفسك { لا يؤمن أحد كم حتى يحب لأحبه ما يحبه لنفسه } والأمة في حاجة شديدة لهذا النور المبين حتى يخرجها من ظلمات كثيرة والله والمستعان ؛ فاجتهد بورك مسعاك لأن تحث كل من تعرف ومن لا تعرف بأن يلتحق بركب القرآن وأهله , وابدأ بالقريب والصاحب فالأقربون أولى بالمعروف .
الرابعة: إن الوصول للقمة بالنسبة للمحافظة عليها ليس بالأمر الصعب ؛ فالعبرة كل العبرة بالبقاء في القمة والمحافظة عليها ؛ فنجد الكثير قد يوفق لحفظ القرآن لكن من الذي يوفق للمحافظة على هذا النور حتى لا يذهب عن قلبه ؟! فحفظ القرآن ليست منزلة يصل إليها الشخص ويقف عندها بل هو حياة وشعار للمؤمن يتعاهده آناء الليل وأطراف النهار ؛ حتى يخرج من هذه الدنيا وهو في قلبه عاملا به ، وداعيا إليه!.
الخامسة : المحافظة على هذا النور حتى لا يذهب عن القلب أمر صعب جدا يحتاج إلى تضرع , وإنابة , واستعانة بالله عز وجل ؛ لذلك وصانا حبيبنا وسيدنا محمد ــ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ بتعاهد هذا القرآن لما علم من سرعة نسيانه فقد قال { تعاهدوا القرآن فوا الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من الإبل من عقلها }
وتنبه ــ حفظك الله ــ بأن وردك اليومي ينبغي أن لا يقل عن " الجزء " يومياً تعرضه غيبا بشكل مستمر , حتى توفق لضبط متين يستمر معك حتى تلاقي الرحمن جل علاه، وكلامه في قلبك , وأنت بعون الله لك قادر على ذلك..
فحفظك على هذا البرنامج المبارك حفظٌ متين تستطيع من بعده ــ بتوفيق الله تعالى ورحمته ــ أن تعرض الجزء والجزأين غيبا دون مراجعة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,,